برهان هلّاك
نهى سعداوي
المصدر: Climatesignals.org | تاريخ النشر: 24 جويلية 2022
أشد أيام الكوكب حرارة في التاريخ
شهد الكوكب مؤخرا أشد أيامه حرارة على الإطلاق يوم 6 جويلية/يوليو، وأشد أشهر جوان/يونيو حرارة على الإطلاق، بالإضافة إلى موجات حر بحرية تجاوزت المعدلات القصوى وفق تصنيف الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA)، وذوبان كتلة من الجليد البحري في القطب الجنوبي تبلغ مساحتها حوالي عشرة أضعاف مساحة المملكة المتحدة.
وبينما تظهر بعض الحرارة الناجمة عن ظاهرة إل نينو (El Niño)، كما كان متوقّعا، فإنّ شمال المحيط الأطلسي هو الآخر أكثر حرارة من المعتاد. قالت البروفيسورة دانييلا شميدت (Daniela Schmidt): “لم نشهد قطّ موجة حر بحرية في هذا الجزء من المحيط الأطلسي”. وصرّحت الدكتورة كارولين هولمز (Caroline Holms) عن هيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي (British Antarctic Survey) لشبكة البي بي سي: “انخفاض مستوى الجليد البحري في القطب الجنوبي قياسي مقارنة بما عاينّاه من قبل خلال شهر جويلية/يوليو. إذ بات أقل بـ 10٪ من أدنى مستوى سابق، وهي نسبة هائلة.. الوضع أشبه بالسقوط من جرف، لكننا لا ندري ماذا يوجد بقاعه”.
ليست درجات حرارة الجو أقلّ إثارة للقلق، فقد تلقّى 80 مليون أمريكي تحذيرات من ارتفاعها. تواجه البلاد درجات حرارة أعلى من المتوسط، وتشهد بعض المدن الجنوبية درجات حرارة تجاوزت 100 درجة فهرنهايت طيلة شهر كامل. فيما سجّلت منطقة صانباو (Sanbao) بالصّين أعلى درجة حرارة (بلغت 126 درجة فهرنهايت =52.22 درجة مئوية سلسيوس) في خط عرض 40 شمال. ولا يقلّ صيف أوروبا “الجحيمي” القاسي عن ذلك، إذ آل إلى حرائق غابات وتساقط حبّات بَرَد بحجم كرة التنس.
“نحن حمقى ملعونون”
حسب بوب كوب (Bob Kopp)، عالم المناخ بجامعة روتجرز (Rutgers University): “من المرجح جدا أننا نعيش بالفعل في ظل مناخ لم يصمد خلاله أي إنسان من قبل، والمؤكد أننا نعيش في مناخ لم يعش في ظله أي إنسان منذ ما قبل اكتشاف الزراعة”. “هذا يعني أننا حمقى ملعونون” يقول جيمس هانسن (James Hansen)، وقد تحققت تحذيراته المناخية المتبصّرة التي أعلنها خلال شهادة أدلى بها أمام مجلس الشيوخ الأمريكي عام 1988، وما تزال تواجه رفضا شديدا.
وفي تصريح أدلى به لوكالة أسوشييتد برس (Associated Press, AP)، قال راسل فوز (Russell Vose) عن الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA): “هذا ليس مدعاة للسرور… تكرارنا القول بأنّ العام الفارط كان الأشد حرارة في التاريخ، مجددا.” ولكن وفقا لما ذكّرت به الدكتورة فريدريكا أوتو (Friederike Otto) شبكة البي بي سي (BBC)، إذا ما وضعنا حدّا للتلوّث الناجم عن حرق الوقود الأحفوري “سيكون لدينا الوقت لتأمين مستقبل صالح للعيش للكثيرين”. وكانت قد صرّحت في مقابلة مع صحيفة التايمز (The Times)، أنّها لم تقيّد نفسها وسط الطّريق [كشكل من أشكال الاحتجاج على التغير المناخي]، بيد أنّها تجد الأمر مغرٍ.